استمرارا لحصريات المدونة هنبدأ النهارده بإذن الله سلسلة جديدة مميزة عن فن الترجمة التحريرية بين الصينية والعربية
والسلسلة دى من المقالات من إعداد أ. أحمد السعيد ، وللى ميعرفش أ.أحمد السعيد هو مدير بيت الحكمة للثقافة والاعلام والترجمة بالصين شارك و ترجم منفردا العديد من الكتب المهمة من الصينية للعربية و مثّل مترجمى اللغة الصينية العرب فى العديد من الأحداث والمحافل الدولية الخاصة بالترجمة
لكل المهتمين بالترجمة التحريرية جهزوا نفسكم وتابعوا المقالات دى و هيتم نشر أجزائها أول بأول
الجزء الأول:
أولا وقبل كل شيء يجب أن نكون على قناعة أن الترجمة التحريرية
ليست وظيفة بقدر ما هي هواية تجعل صاحبها يربح المال، الترجمة التحريرية عموما لا
تنطبق عليها خصائص المسائل الحسابية التي تكون فيها المعادلة الرياضية متساوية
الطرفين، لا يمكن ذلك إطلاقا في علم أو فن أو حرفة الترجمة، وأعلم أيضا أن
القواميس دورها في الترجمة لا يتخطى دور المساعد أو الكشاف وليس المصدر، فليس كل
ما في المعجم ينقل كاملا، اللغة تشبه الكائن الحي يمكن أن تدل نفس الحركة منه على
أكثر من معنى، كذلك اللغة تختلف بإختلاف البيئة والمتحدث والمستمع والخلفية
الزمنية والمكانية للكلام. واللغتين
العربية والصينية هما أصعب لغات العالم قاطبة.لذلك يعاني المترجم بينهما من اختلاف وتفرد كل لغة بمميزات
تميزها عن سائر اللغات، فالعربية والصينية أبعد ما يكونا عن بعضهما ويختلف
تركيبهما البنائي واللغوي والصرفي تماما، لذلك يجب الإدراك التام والإلمام
بالقواعد الرئيسية لكل لغة قبل البدء في الترجمة بينهما، كما يجب أن يكون المترجم
متمكنا من لغته الأم أضعاف تمكنه من اللغة الثانية، وكما قيل فالمترجم ناقل وكاتب
ومؤلف، المترجم مثقف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أو فلنقل المترجم الجيد هو من
يعرف شيء عن كل شيء.
فعندما تترجم في الطب يجب أن تكون على دراية
بقواعد ومصطلحات وتعابير هذا المجال، وكذلك الحال مع غيرها من المجالات. لذلك لكل من يريد أن يكون مترجما بين الصينية والعربية( حيث يصعب تماما
أن يكون من ليست الصينية لغته الأم مترجما بين العربية والصينية) يجب عليك أن
تستعد أولا بحس لغوي حساس وقاعدة بيانات متسعة ولغة عربية سليمة وإلمام بقواعد
التنسيق والكتابة في اللغة العربية.
والنصيحة الأولى هي أن تقرأ كثيرا وكثيرا باللغتين، القراءة
في أي مجال بلا أي هدف محدد، ليس بهدف الترجمة لكل ما تقرأ ولكن بهدف شحذ الحاسة
اللغوية وترسيخ معطيات العقل الباطن الذي سوف يسعفك حين الترجمة. القراءة تكون في كل المجالات، ويفضل أن تكون القراءة بالعربية ضعف
القراءة بالصينية، اقرأ حتى لو لم تفهم كامل النص، اقرأ حتى لو كانت الحصيلة
الأولى من القراءة لا تتعدى العشرين بالمائة. وبعد أن تقرأ ولا تتوقف سوف تدرك
ثمار ذلك حين تصبح مترجما متمرسا، يشعر بالقرب والحميمية حيال أي نص مطلوب منه
ترجمته مستقبلا.
أحمد السعيد